كيفية كتابة البحث العلمي: دليل شامل لكل باحث
تُعد كتابة البحث العلمي من أهم مراحل العملية البحثية، حيث تبرز فيها شخصية الباحث ومهاراته التحليلية والنقدية. وتتطلب هذه المرحلة من الطالب أو الباحث القدرة على ترتيب المادة العلمية، وانتقاء الأفضل منها، وصياغتها بأسلوب علمي دقيق ومتناسق، مع الالتزام بالقواعد المنهجية والأكاديمية.
1. اختيار المادة العلمية وصياغتها
تبدأ مرحلة الكتابة بعد جمع المادة العلمية من مصادر موثوقة. لكن لا يمكن إثبات كل ما تم جمعه، لذا يجب على الباحث القيام بـعملية انتقاء دقيقة للمعلومات الأكثر ارتباطًا بموضوع البحث. وتعتمد هذه العملية على:
-
جودة المعلومة وحداثتها.
-
قوة المرجع المأخوذة منه.
-
ارتباط المعلومة بسؤال البحث ومحاوره.
-
قلة تداولها أو طرافتها إن وُجدت.
يُستحسن أن يُعيد الباحث قراءة البطاقات أو الملفات التي تحتوي على المعلومات المجمعة، وأن يختار منها ما يتناسب مع خطته، ويعيد صياغتها وفق ترتيب منطقي ومنهجي، مع مراعاة التسلسل الزمني عند الحاجة.
2. إبراز شخصية الباحث
من أهم ملامح البحث العلمي الجيد أن تظهر ذاتية الباحث من خلال:
-
تحليل النصوص ومقارنتها ببعضها.
-
التعليق العلمي على الآراء المختلفة.
-
تقديم وجهة نظر الباحث الخاصة بناءً على تفكيره النقدي.
ويجب أن يكون الباحث مؤثّرًا ومتأثّرًا بالمصادر، لا مجرد ناقل لها، وأن يتجنب الاستطراد المفرط الذي يُضعف وحدة الموضوع.
3. أسلوب ولغة كتابة البحث العلمي
-
يجب أن تكون اللغة سليمة نحويًا وإملائيًا، سواء كان البحث علميًا أو أدبيًا.
-
يُفضل أن يتحلّى الباحث بـمعجم لغوي واسع يساعده على التنويع في الألفاظ وتجنب التكرار.
-
يُراعى أن يكون الأسلوب واضحًا وبسيطًا مع ربط منطقي بين الجمل والفقرات.
-
يجب تجنّب المبالغات، السخرية، أو الأسلوب التهكمي.
-
من خصائص الأسلوب الجيد أيضًا: الإيجاز المفيد، أي أن لا يطيل الشرح بعد اتضاح الفكرة.
4. ضوابط الاقتباس في البحث العلمي
يُعد الاقتباس العلمي وسيلة لدعم الحُجج وتعزيز الحجج العلمية، ويجب أن يُراعى فيه ما يلي:
شروط الاقتباس الصحيح:
-
الدقة في النقل ووضع المقتبس بين علامات تنصيص " ".
-
الإشارة إلى المصدر في الحاشية بشكل علمي دقيق.
-
الانسجام بين النص المقتبس وسياق البحث.
-
عدم تحويل البحث إلى سلسلة من الاقتباسات؛ بل يجب أن تُظهر شخصية الباحث ورأيه.
أشكال الاقتباس:
-
إذا كان أقل من 6 أسطر: يُدرج داخل المتن بين علامات تنصيص.
-
إذا كان أكثر من 6 أسطر: يُفصل بنمط تنسيقي مميز دون علامات تنصيص.
-
إذا تجاوز صفحة: يُعاد صياغته بأسلوب الباحث مع الإشارة للمصدر.
-
يمكن حذف كلمات غير لازمة باستخدام (...) دون الإخلال بالمعنى.
-
يمكن إضافة توضيحات داخل المقتبس بين [ ].
5. علامات الترقيم والشكل
تلعب علامات الترقيم دورًا مهمًا في تسهيل القراءة والفهم، ومن الضروري استخدامها بطريقة صحيحة ودقيقة، خصوصًا في البحوث العلمية. كما أن الشكل في اللغة العربية (أي التشكيل) مهم لتوضيح المعنى وإزالة اللبس في الكلمات المتشابهة مثل:
-
يُعيّن / يعيِّن
-
لبس / لُبْس
6. الحاشية (الهوامش)
تُستخدم الحواشي لتوثيق المصادر أو تقديم شروحات إضافية دون الإخلال بتسلسل النص.
محتوى الحاشية:
-
توثيق المصدر.
-
شروح وتفصيلات غير أساسية.
-
إحالة إلى أماكن أخرى من البحث.
-
تخريج الأحاديث، عزو الآيات، وترجمة الأعلام.
طرق الترقيم في الحواشي:
-
ترقيم مستقل لكل صفحة (الأكثر شيوعًا).
-
ترقيم متسلسل لكل فصل.
-
ترقيم متسلسل للبحث كله.
7. خاتمة البحث
ينبغي أن تكون الخاتمة:
-
ملخصة لأهم النتائج التي توصل إليها الباحث.
-
مركزة وواضحة، دون إعادة مطولة للفصول.
-
تحتوي على توصيات ومقترحات لبحوث لاحقة.
-
يُفضل أن تُختتم بالحمد لله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، مع ذكر دعاء كفارة المجلس إن شِئت.
8. الفهارس والكشافات
توفر الفهارس سهولة في الوصول إلى محتوى البحث. وأهمها:
-
كشاف الآيات القرآنية.
-
كشاف الأحاديث والآثار.
-
كشاف الأعلام.
-
كشاف الأماكن.
-
كشاف الموضوعات (المحتويات).
-
كشاف المصادر والمراجع.
ملاحظات على إعداد كشاف المصادر:
-
يُفضل أن يعدها الباحث بنفسه لتلافي الأخطاء.
-
تُرتب إما:
-
حسب أسماء الكتب هجائيًا.
-
حسب أسماء المؤلفين هجائيًا.
-
حسب الموضوعات، مثل كتب الفقه، التفسير، الحديث... إلخ.
-
ويجب أن تتوافق طريقة الإحالة في الهوامش مع طريقة ترتيب الكشاف.
كلمات مفتاحية مقترحة (لـ SEO):
-
كتابة البحث العلمي
-
كيفية إعداد البحث العلمي
-
خطوات كتابة بحث جامعي
-
قواعد كتابة الرسائل العلمية
-
طريقة التوثيق في البحث
-
أسلوب الاقتباس العلمي
-
تنسيق البحث الأكاديمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق