ما هي الملاحظة في مناهج البحث العلمي؟
تُعد الملاحظة من أبرز أدوات جمع البيانات في مناهج البحث العلمي، وهي أداة يستخدمها الباحث بهدف دراسة ظاهرة معينة من خلال الرصد المباشر أو غير المباشر. وعلى عكس الملاحظة العادية التي يمارسها الإنسان في حياته اليومية، فإن الملاحظة العلمية تعتمد على منهج منظم ودقيق يجعل منها وسيلة فعّالة لفهم الظواهر الاجتماعية أو السلوكية أو التربوية.
أنواع الملاحظة في البحث العلمي
يمكن تصنيف الملاحظة في البحث العلمي إلى عدة أنواع، تختلف وفقًا لأسلوب التطبيق ومدى تفاعل الباحث مع الظاهرة:
-
الملاحظة المباشرة:
يتفاعل فيها الباحث مباشرة مع الأفراد أو الظواهر التي يدرسها. -
الملاحظة غير المباشرة:
يتم من خلالها الاعتماد على مصادر ثانوية مثل السجلات والتقارير (مثال: سجلات السجناء، أو ملفات العاطلين عن العمل). -
الملاحظة المحددة:
يتم فيها تحديد نوع المعلومات أو السلوك المراد ملاحظته مسبقًا. -
الملاحظة غير المحددة:
تكون مفتوحة وغير مقيدة بسلوك معين، وتُستخدم غالبًا في الدراسات الاستكشافية. -
الملاحظة بدون مشاركة:
يلعب فيها الباحث دور المراقب فقط دون التفاعل مع المبحوثين. -
الملاحظة بالمشاركة:
ينخرط فيها الباحث كعضو فاعل في المجتمع أو المجموعة التي يلاحظها. -
الملاحظة المقصودة:
تكون موجهة لهدف أو غرض معين، وتُخطط مسبقًا ضمن إطار البحث. -
الملاحظة غير المقصودة:
تحدث بشكل عفوي عند ملاحظة الباحث لسلوك أو موقف لم يكن مخططًا له.
متطلبات إجراء ملاحظة علمية دقيقة
لضمان دقة النتائج وجودة البيانات التي يتم جمعها من خلال الملاحظة، يجب على الباحث الالتزام بمجموعة من المتطلبات الأساسية، منها:
-
تحديد مجال الملاحظة ومكانها وزمانها بناءً على أهداف البحث.
-
إعداد بطاقة ملاحظة منظمة، لتسجيل السلوكيات والمعلومات بدقة أثناء عملية الملاحظة.
مثال على بطاقة ملاحظة تفاعل الطلاب:
تتضمن عناصر مثل: زمن حديث المعلم، زمن حديث الطالب، التوجيهات، التعزيز، العقوبة... إلخ.فوائد البطاقة:
-
اختصار الوقت والجهد في التدوين.
-
تسهيل عملية التسجيل والتركيز على الملاحظة.
-
-
التحقق من صدق الملاحظة:
عن طريق تكرار الملاحظة أكثر من مرة أو مقارنتها بنتائج ملاحظات باحثين آخرين. -
تسجيل البيانات أثناء الملاحظة مباشرة، وليس في نهايتها أو بعدها، لضمان الدقة.
مميزات الملاحظة في البحث العلمي
-
مناسبة جدًا لدراسة الظواهر الاجتماعية والسلوكية في بيئتها الطبيعية.
-
تساعد على جمع بيانات دقيقة ناتجة عن المراقبة المباشرة.
-
لا تتطلب بالضرورة عينات كبيرة.
-
تسمح بفهم السياق العام للظاهرة قيد الدراسة.
عيوب الملاحظة في البحث العلمي
-
احتمال تغيير سلوك المفحوص عند شعوره بأنه ملاحظ.
-
تستهلك وقتًا طويلًا من الباحث، خاصة إذا تكررت أكثر من مرة.
-
تأثر النتائج بعوامل خارجية أو وقتية مثل المزاج أو البيئة.
خاتمة
تعتبر الملاحظة أداة مهمة وأساسية في العديد من مناهج البحث العلمي، خاصة في العلوم الاجتماعية والسلوكية، حيث تتيح للباحث الاطلاع على السلوكيات والظروف المحيطة بها بطريقة مباشرة. ولكن استخدامها بشكل فعّال يتطلب تخطيطًا دقيقًا، وأدوات مساعدة مناسبة، والتزامًا صارمًا بالموضوعية لضمان الحصول على بيانات موثوقة يمكن الاعتماد عليها.
كلمات مفتاحية مقترحة (للسيو):
-
الملاحظة في البحث العلمي
-
أنواع الملاحظة
-
أدوات جمع البيانات
-
مناهج البحث العلمي
-
بطاقة ملاحظة
-
مميزات وعيوب الملاحظة
-
خطوات الملاحظة العلمية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق